(125) رأي وتعقيب في قضية أسلمة العلوم
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
عرض فى هذه الصفحة بعضا من الآراء التى تُطرح أثناء المناقشات العلمية بين أساتذة وطلاب الدراسات العليا، ثم نقدم تعقيبنا عليها. عسى أن تكون نافعة ومثمرة للجميع.

نستند فى موقفنا من هذه الآراء وفى تعقيبنا عليها إلى ثلاثة قواعد:
الأولى: وضعها الإمام الشاطبى فى الموافقات ومؤداها:
" عند التنازع فى الرأى لا بد من الرجوع إلى أصل تتفق عليه الأطراف المتنازعة وتنزل عنه لحسم مادة النزاع. إن المختلفين فى الرأى إما أن يتفقا على أصل يرجعان إليه أم لا. فإن لم يتفقا على شيئ لم تكن لمناظرتهما فائدة بحال. وإذا كان عند أحدهما دليل، لا يسلم به الخصم، يكون الاستدلال بهذا الدليل عبث غير ذى فائدة. إن مقصود المناظرة رد الخصم إلى الصواب بطريق يعرفه لأن رده بطريق لا يعرفه يدخل فى باب تكليف مالا يطاق. فلا بد من رجوعهما إلى دليل يعرفانه ويقران به سويا. وعلى ذلك دل قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [النساء: 59]، فالكتاب والسنة لا خلاف فيهما عند أهل الإسلام ".

أما القاعدة الثانية فقد وضعها المفكرون الإسلاميون ومؤداها: " أن الإسلام له ذاتيته الخاصة وأصالته المقررة التي تجعله نسيجا واحدا متميزا مستمداً من طبيعته وقيمه وحدها ولا يقبل الانصهار في الفكر البشري أو الأممية والعالمية القائمة على الوثنية والمادية.

كما أن للإسلام منهجه الخاص المخالف فى طبيعته لكل المناهج البشرية القاصرة. والالتزام بهذا المنهج ضرورى كالالتزام بالعقيدة تماما وإدراك هذه الحقيقة يستلزم أولا التخلص من مناهج التفكير البشرية التى تضغط على العقول وتترسب فى الثقافة، فلا يتم التعامل مع هذا الدين بمنهج تفكير غريب عن طبيعته، لأن هذه المناهج البشرية الغربية الغريبة عن الاسلام يمكن أن تحقق أنظمتها البشرية، لكنها لا يمكن أن تحقق النظام الرباني. وينبغي الثقة تماما والاطمئنان إلى هذا المنهج وأنه الاعلى. يقول تعالى: ﴿ إ...